تعد الأمومة الحلم الأكبر الذي يراود كل امرأة على ظهر الأرض، إلا أن تحقيق ذلك الحلم يتعارض مع حلمها الآخر وهو الحفاظ على مظهر قوامها المتناسق شديد الجاذبية، حيث أن تجربة الحمل والولادة لا تمر أبداً مرور الكرام دون أن تترك أثراً سلبياً على مظهر الجسم متمثلاً في ترهل الجلد في منطقة البطن والجانبين.
يقول خبراء التجميل أن تحقيق الحلمين معاً ليس أمراً مستحيلاً، نظراً لتعدد الوسائل التي يمكن من خلالها التخلص من ترهلات عضلات البطن بعد الولادة والحصول على المظهر الجذاب الذي تتمناه كل امرأة.. فما تلك الوسائل؟ وما أنوعها؟ متى يمكن اللجوء لكل منها؟.. تلك الأسئلة وأكثر يجيب عنها من خلال الفقرات التالية.
أسباب ترهلات البطن بعد الولادة
يمكن التخلص من ترهلات البطن بعد الولادة اعتماداً على العديد من الإجراءات الجراحية أو الطرق الطبيعية المساهمة في تخسيس البطن وشد محيطها. لكن قبل التطرق إلى أي من هذا علينا التعرف أولاً على أسباب حدوث ترهلات البطن بعد عمليات الولادة والتي يمكن إيجازها في الآتي:
- الاضطراب الهرموني الذي يحدث داخل الجسم خلال فترة الحمل وما يترتب عليه من تغيرات فسيولوجية
- تمدد الجلد في منطقة البطن نتيجة نمو حجم الجنين
- زيادة حجم محيط الخصر وتمدد عضلات البطن نتيجة ضغط الجنين عليهم
- اتباع نظام غذائي دسم مرتفع السعرات الحرارية خلال شهور الحمل
- تظهر علامات السيلوليت وتزداد درجة ترهل البطن بعد الولادة بسبب خلو المساحة التي كان يشغلها الطفل والتي كانت تجعل الجلد مشدوداً
كيف أتخلص من ترهلات البطن بعد الولادة؟
التخلص من ترهلات البطن بعد الولادة هو الهاجس الذي يشغل بال أغلب الأمهات؛ وعندما تفقد السيدة الوزن الزائد الذي اكتسبته خلال رحلة الحمل، تبدأ في البحث عن طرق استعادة شكل البطن السابق، والتخلص من ترهلات بعد الولادة.
في الفقرات التالية نستعرض سوياً كيفية التخلص من ترهلات البطن بعد الولادة بطرق مختلفة.
طرق وإجراءات التخلص من ترهلات البطن بعد الولادة
تظهر الآثار السلبية على جسد المنطقة في محيط منطقة البطن والخصر المتمثلة في علامات تمدد الجلد والترهلات سواء كانت الولادة قيصرية أو طبيعية، إلا أن بفضل تطور مجال طب التجميل لم يعد ذلك الأمر يسبب نفس الإزعاج الذي كان يسببه في الماضي.
توصل خبراء التجميل إلى العديد من الأساليب الطبيعية والإجراءات التجميلية التي يمكن من خلالها شد ترهلات البطن بعد الولادة واستعادة المظهر المصقول الجذاب، من أبرز تلك الوسائل وأكثرها فعالية ما يلي:
علاج ترهلات البطن بعد الولادة القيصرية
يمكن علاج الترهلات بعد الولادة القيصرية فور الانتهاء من العملية، أي أن عملية شد البطن يتم إجراؤها داخل نفس غرفة العمليات كإجراء تكميلي للعملية الرئيسية.
تعتبر عملية شد البطن بعد الولادة القيصيرة Mini Tummy Tuck في واقع الأمر مرحلة من مراحل عملية التوليد نفسها، حيث أن الجراح بعد إخراج الجنين يقوم بخياطة فتحة الرحم وعِدة طبقات من جدار البطن، لكن قبل إغلاق الجرح بشكل كامل يتدخل طبيب التجميل المختص في تلك المرحلة ويقوم بتوسيع فتحة القيصرية ومن خلالها يعمل على تقريب شرائح عضلات البطن ويُعيدها إلى الوضع الأول الذي كانت عليه قبل الحمل.
يضمن علاج الترهلات بعد الولادة القيصرية مباشرة الحصول على العديد من المزايا، منها:
- عدم الاضطرار إلى دخول غرفة العمليات والتخدير أكثر من مرة
- يتم التعافي من آثار عملية شد البطن وعملية الولادة خلال نفس فترة النقاهة
- أثبتت تلك العملية فعاليتها في استعادة مظهر البطن المصقول والتخلص من الدهون الزائدة وحققت نسب نجاح مرتفعة
يشار هنا إلى أن شد الترهلات بعد الولادة بواسطة ذلك الإجراء يقتصر على النساء اللواتي يكتفين من الأطفال ولا يرغبن في خوض تجربة الحمل مرة أخرى، إذ أن ذلك قد يدمر نتائج العملية الأولى كما أن إجراء عملية شد البطن أكثر من مرة قد يعرض المرأة إلى مضاعفات صحية غير محمودة.
شد البطن المحدود باستخدام تقنية الليزر
يخلط البعض بين إجراء شد الترهلات بعد الولادة بتقنية الليزر وبين عملية شفط الدهون بالليزر ذلك الخلط يرجع إلى تقارب الهدف المراد من العمليتين وهو المساهمة في استعادة مظهر القوام المصقول المتناسق.
تستخدم تقنية الليزر عادة في علاج الترهلات بعد الولادة القيصرية وهي تعد إجراء تكميلي ذو تأثير محدود؛ حيث أنه لا يحقق شداً كاملاً لمنطقة البطن ومحيطها بل أن الهدف منها يتمثل في التقليل من درجة ترهل الجلد بعد إتمام عملية الولادة، مما يسهل بدرجة كبيرة من إمكانية التخلص من تلك الترهلات بشكل نهائي مستقبلاً من خلال اتباع الحميات الغذائية المناسبة وممارسة التمارين الرياضية للمساعدة على شد عضلات البطن.
علاج ترهلات البطن بعد الولادة بواسطة التمارين الرياضية
تؤدي عملية الولادة الطبيعية إلى حدوث تغيرات متعددة في مظهر الجسم غالباً لا تكون المرأة الراضية عنها، من أبرز تلك التغيرات الاتساع النسبي في منطقة الحوض مما يزيد قابلية اختزان الدهون داخلها وبالتالي زيادة الوزن وجعل الترهل أكثر وضوحاً. الأمر لا يختلف كثيراً في حالة إجراء العمليات القيصرية؛ حيث أن الجلد يتمدد خلال شهور الحمل ليتسع بالقدر الكافي لاحتواء الطفل وبعد خروجه لا يعاود التقلص إلى حجمه الطبيعي وبالتالي يحدث ترهلاً ملحوظاً في منطقة البطن والجانبين.
يرى خبراء التربية البدنية أن التمارين الرياضية قد تكون من الوسائل شديدة الفعالية في التغلب على ترهلات البطن بعد الولادة الطبيعية أو القيصرية، يمكن البدء في ممارسة هذا النوع من التمارين بعد حوالي 10 إلى 12 إسبوعاً من إتمام الولادة ويفضل استشارة الطبيب المتابع للحالة قبل البدء في ذلك.
تساهم تلك التمارين في التخلص من ترهلات البطن بعد الولادة عن طريق إذابة الدهون الزائدة المتراكمة في محيط البطن وتقوية العضلات، من أشهر تلك التمارين وأكثرها تأثيراً ما يلي:
تمرين قاع الحوض
يعتبر ذلك التمرين أكثر فعالية في علاج الترهلات الناتجة عن الولادة الطبيعية -بشكل خاص- المتمركزة في الجزء السفلي من البطن ويتم من خلال الخطوات التالية:
- الاستلقاء على الظهر فوق الفراش الرياضي أو أي شيء مناسب
- ثني الركبتين إلى الأعلى في اتجاه الصدر
- التنفس بعمق بما يضمن سحب سرة البطن إلى الداخل والخارج لمدة 10 ثواني
- فرد الساقين ببطء والعودة إلى الوضع الأول وتكرار الأمر مرات ومرات
يمكن تعزيز تأثير التمرين عن طريق ضم الركبتين إلى الصدر بنفس الأسلوب، ثم تحريك الساقين في الهواء بالتبادل فيما بطريقة تشبه حركة بدال الدراجة.
تمارين عضلات البطن
يتم اللجوء إلى مجموعة تمارين تخسيس البطن من أجل شد ترهلات البطن بعد الولادة الطبيعية، كما يمكن الاعتماد عليها في تعزيز نتائج شد البطن بالليزر بعد الولادة القيصرية، من أشهر وأبسط تلك التمارين:
- الاستلقاء على الظهر ثم رفع الساقين في وضع مستقيم إلى الأعلى بحيث تشكل مع منطقة جذع الجسم زاوية قائمة، ثم إنزال الساقين ببطء وتكرار نفس الحركة مرة بعد مرة
- الاستلقاء على الظهر ومن ثم رفع جذع الجسم مع الميل نسبياً باتجاه القدم، يعتبر ذلك من التمارين الشائعة والتقليدية إلا أنه ذو فعالية في شد الترهلات في منطقة وسط وأعلى البطن
تمارين المشي وركوب الدراجة
يمكن الاعتماد على بعض الأجهزة الرياضية في التغلب على ترهلات البطن بعد الولادة وخاصة جهاز المشاية وجهاز الدراجة، حيث أن حركة الساقين خلال ممارسة تلك التمارين تشكل ضغطاً على عضلات البطن مما يساعد على شدها وبالتالي إخفاء أي أثر للترهلات أو السيلوليت.
يفضل عن البدء في ممارسة هذا النوع من التمارين الاعتماد على السرعات المنخفضة ثم يتم زيادة معدلاتها بشكل تدريجي مع مرور الوقت وتحسن الحالة الصحية.
الاعتماد على النظام الغذائي في علاج ترهلات البطن بعد الولادة
ينصب التركيز عند الحديث عن التخلص من ترهلات البطن بعد الولادة على الإجراءات التجميلية الجراحية وتمارين شد عضلات البطن، إلا أن الخبراء يرون أن الرضاعة الطبيعية و النظام الغذائي المتبع لا يقل أهمية عن هذا وذاك، بل إنه أهم العناصر المعززة لتلك الوسائل والنتائج المحققة من خلالها.
ينصح خلال فترة ما بعد الولادة و الرضاعة الطبيعية الحرص على اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، حيث يتم الإكثار من تناول الأطعمة الغنية بالألياف الغذائية مثل الخضروات والفواكه وفي ذات الوقت تقليل كميات الأطعمة المقلية أو التي تحتوي على نسب عالية من الدهون.
يشار هنا إلى ضرورة عدم الأخذ بمجموعة المعتقدات الغذائية المغلوطة الموروثة، التي تشير إلى أن الأطعمة مرتفعة السعرات تساعد على إدرار الحليب خلال فترة الرضاعة الطبيعية وينصح باستشارة خبير تغذية متخصصة في تحديد نظام الغذائي المناسب خلال تلك الفترة.
عمليات شد ترهلات البطن بعد الولادة
يمكن علاج ترهلات البطن بعد الولادة اعتماداً على العديد من الإجراءات التجميلية المتعارف عليها في هذا التخصص، إلا أن الخضوع لأي من تلك العمليات يتم وفق العديد من الضوابط والشروط مثل:
- مرور فترة 6 إلى 12 شهراً على إجراء عملية الولادة خاصة إذا كانت ولادة قيصرية
- التأكد من تعافي المرأة بصورة كاملة من آثار العملية الأولى والتئام الجروح بصورة تامة
- انعدام رغبة المرأة في تكرار تجربة الحمل والولادة مرة أخرى
في حالة توفر تلك الشروط يمكن علاج ترهلات البطن بعد الولادة القيصرية و الرضاعة الطبيعية أو الطبيعية بشكل نهائي من خلال العديد من الخيارات التجميلية المسؤولة عن نحت الجسم وصقل منطقة البطن واستعادة المظهور المصقول المتناسق.
من أبرز تلك الوسائل والإجراءات التجميلية الآتي:
- عميات شد البطن التي تعد الإجراء الأكثر شيوعاً وتأثيراً في ذلك الخصوص
- عملية نحت الجسم بالليزر والتي تساعد في شد الجلد والعضلات في منطقة البطن
- عملية شفط الدهون بالفيزر والتي تمنح بطناً مشدوداً مستوياً كما تعتبر خياراً مثالياً إذا كانت المرأة تعاني من آثار السمنة الموضعية بعد الحمل والولادة والتي يصعب علاجها بالأنظمة الغذائية والتمارين الرياضية